غارات بني جلدته من الكفار (?)، كما استشهد ابنه ميكائيل في جهاده ضدهم (?)، وتنطق رسالة السلاجقة للخليفة العباسي القائم بأمر الله بالتأكيد على ذلك: ولقد اجتهدنا دائماً في غزو الكفار وإعلان الجهاد (?). ويذكرون فيها أيضاً «وشكراً لله على ما أفاء علينا من فتح ونصر، فنشرنا عدلنا وإنصافنا على العباد وابتعدنا عن طريق الظلم والجور والفساد ونحن نرجو أن نكون في هذا الأمر قد نهجنا وفقاً لتعاليم الدين ولأمر أمير المؤمنين» (?) وقد قام السلطان طغرل بك - كما مر معنا - بغزو الروم معلناً بذلك جهاده ضدهم (?)، والذي تميز بقوة كبيرة زرعت الهلع في قلوبهم حتى أسر بعض ملوكهم وأطلقه دون فداء (?)، كما عبر السلطان ألب أرسلان نهر جيحون (?)، مجاهداً سنة 465هـ، وكان قد أبلى بلاء حسناً - قبل ذلك - في جهاده ضد الروم في ملاذكرد (?)

سنة 463هـ، وتؤكد خطبته قبيل نشوب المعركة بساعات روحاً جهادية متوثبة تتوق للاستشهاد في سبيل الله أو النصر، حيث يقول: أنا أحتسب عند الله نفسي، وإن سعدت بالشهادة ففي حواصل الطيور الخضر من حواصل النسور الغبُر رمسي، وإن نصرت فما أسعدني وأنا أمسي ويومي خير من أمسي (?)، بالإضافة إلى مشاركته السابقة مع عمه طغرل بك في عمليات الجهاد (?)، واستطاع سليمان بن قتلمش أن يضم مدينة أنطاكية إلى أملاك السلاجقة (?)، حيث سار على خطى أبيه الذي كان قد قام بعده بحملات جهادية على كرجستان (?)، وديار الروم فاستولى على كثير من قلاع الروم هناك (?)، وإذا كان السلاجقة قد اعتراهم الضعف بعد وفاة ملكشاه سنة خمس وثمانين وأربعمائة فإن قلج أرسلان، نجح في إحراز انتصارات باهرة على البيزنطيين، كما كان موفقاً في معاركه مع الصليبيين (?)، وتابع السلطان محمد بن ملكشاه مسيرة الجهاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015