بن جهير ثم عزل في السنة التالية بعد أن أصلح بنو جهير حالهم مع الوزير نظام الملك. ولما عاد بنو جهير إلى الوزارة بعث السلطان ملكشاه إلى الخليفة يطلب إخراج أبي شجاع من بغداد، فسير الخليفة أبا شجاع إلى أصبهان، ومعه رسول يحمل رسالة بخط الخليفة لنظام الملك ذكر فيها الخليفة منزلة أبي شجاع لديه وفضله ودينه، وطلب من نظام الملك عدم الاستماع لأعداء أبي شجاع. ولما اطلع نظام الملك على رسالة الخليفة، أعاد أبا شجاع إلى بغداد (?) ويبدو أن طلب إبعاد أبي شجاع من بغداد كان بتدبير بني جهير، خوفاً من منافسته لهم بالوزارة، خاصة أنه كان يتمتع بتقدير واحترام الخليفة، وقد صدق حدس بني جهير فقد عُزل عميد الدولة سنة 476هـ، وخلفه أبو شجاع في الوزارة (?). كان الوزير أبو شجاع رجلاً ديناً خيراً كثير البر والصدقات (?)، نجح في ضبط أمور الدولة أثناء وزارته وحفظ للخلافة هيبتها واحترامها (?). وكان شديداً في تطبيق قوانين الشرع (?)،

ولم يترك فرصة للموظفين والعمال لاستغلال وظائفهم والاعتداء على أموال الناس (?)، فعم الأمن، وزاد الرخاء، وانخفضت الأسعار (?). وكان -رحمه الله- يملك ثروة هائلة بلغت حوالي ستمائة ألف دينار أنفقها على الفقراء والضعفاء والمحتاجين (?)، يقول أبو جعفر الخرقي: كنت أنا من أحد عشر يتولون إخراج صدقاته، فحسبت ما خرج على يدي فكان مائة ألف دينار، ووقف الوقوف وبنى المساجد وأكثر الإنعام على الأرامل (?). وكان هذا الوزير محبوباً محترماً يؤيده أكثر العامة (?). ويصف ابن خلكان حالة الخلافة في عهده، فيقول نقلاً عن ابن الهمذاني: كانت أيامه (أبو شجاع) أوفى الأيام سعادة للدولتين (?)، وبركة على الرعية، وأعمها أمناً، وأشملها رخصاً، وأكملها صحة، لم يغارها (?) بؤس ولم تشبها (?) مخافة، وقامت للخلافة في نظره من الحشمة والاحترام ما أعادت سالف الأيام (?)، وظل أبو شجاع يلي وزارة الخليفة المقتدي بأمر الله حتى عام 484هـ ثم عزل منها وجاء أمر العزل وهو في الديوان،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015