الجوزي أن الخليفة القائم بأمر الله كان معجباً بابن جهير، فقد خاطب المقتدي بقوله: يا بني قد استوزت ابن المسلمة وابن دارست وغيرهما فما رأيته مثل ابن جهير (?).

بقي عميد الدولة وزيراً للخليفة المقتدي بأمر الله حتى عام 476هـ ثم عزل، وخلفه أبو شجاع الروذراوري، فخرج عميد الدولة مع والده وأسرته من بغداد، وساروا إلى الري، حيث عقد لأبيه فخر الدولة على ديار بكر (?). أما هو فقد سيره السلطان ملكشاه على رأس جيش كبير لفتح الموصل، ونجح عميد الدولة في إعادة الموصل إلى حظيرة الدولة السلجوقية بدون قتال (?). وفي سنة 484هـ ولي عميد الدولة ابن جهير الوزارة للمرة الثانية بوساطة الوزير نظام الملك، ويروى أن هذا الوزير وكبار أمراء السلاجقة ساروا إلى عميد الدولة، وهنأوه بالوزارة (?). ولما تولى المستظهر بالله الخلافة في سنة 487هـ، أقر عميد الدولة في الوزارة، وفوضه في تدبير أمور دولته (?)، فظل يلي وزارته حتى عام 493هـ، ثم قبض عليه الخليفة، وسجنه فتوفي في محبسه (?). وكان عزل هذا الوزير بتدبير من الوزير السلجوقي مؤيد الملك بن نظام الملك (?). كان عميد الدولة بن جهير من أكفأ وزراء الخلافة العباسية في العهد السلجوقي، ويصفه المؤرخون بأنه كان حسن التدبير، كافياً في المهمات، كثير الصدقات واسع المعروف، خاصة على العلماء (?)، ويذكر ابن خلكان أن الوزير نظام الملك كان معجباً بعميد الدولة، وكان يستشيره في أهم أمور الدولة، ويقدمه على أكفأ الموظفين في الإدارة السلجوقية (?).كما كان هذا الوزير من المهتمين بالأدب والحديث والفقه، ودرس مختلف أنواع العلوم (?).

3 - الوزير أبو شجاع محمد بن الحسين الروذراوري: هو الوزير ظهير الدين أبو شجاع محمد بن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم من أهالي روذراور, ولد سنة 437هـ، يقول ابن الجوزي إن الوزير أبا شجاع يعود أصله إلى بلدة روذراور من نواحي همذان، أحوازي المولد (?). ولي أبو شجاع الوزارة للمرة الأولى في سنة 471هـ، خلفاً للوزير فخر الدولة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015