لزم فخر الدولة داره، وخلفه ابنه عميد الدولة في وزارة الخليفة (?). وفي سنة 476هـ استدعى السلطان ملكشاه فخر الدولة، وعقد له على ديار بكر، وسيره على رأس جيش كبير لانتزاعها من بني مروان وسمح السلطان لفخر الدولة بأن يخطب لنفسه بها، وينقش اسمه على السكة فسار فخر الدولة إلى ديار بكر واستولى عليها (?). ويروى أن فخر الدولة عندما رأى احتلال دولة بني مروان اتصل بنظام الملك، ووصف له ما يوجد بديار بكر من ذخائر وأموال، وضمن له الاستيلاء عليها دون عناء، فتحدث نظام الملك مع السلطان ملكشاه في ذلك، فوافق على توجيه فخر الدولة للاستيلاء عليها (?). وانتهت حياة فخر الدولة بن جهير بوفاته سنة 483هـ، بمدينة الموصل (?).
2 - عميد الدولة بن جهير: وكان عميد الدولة أديباً فاضلاً بليغاً، سخياً وقائداً عسكرياً محنكاً قاد الجيوش لفتح الموصل، وكان من أعظم الوزراء وأبعدهم أثراً في سياسة الدولة وتدبيرها، فضلاً عن ذلك فقد عرف بحسن سفارته وأداء مهامه بنجاح، بحيث كسب ثقة الخلفاء وسلاطين السلاجقة، وتعد هذه الصفة من عوامل وصول عميد الدولة بن جهير إلى منصب الوزارة، ففي عام 462هـ أرسله الخليفة القائم بأمر الله إلى الري (?). وكان الهدف من سفارته هذه هو تحقيق اتفاقية مراسيم خطبة ابنة السلطان لولي العهد المقتدي بأمر الله (?)، ولما أثبت عميد الدولة بن جهير حسن سفارته وأداء مهمته بنجاح، زاد من استحسان ورضا الخليفة عليه، مما دفع إلى استوزاره وتكريمه بالخلعة (?)، كما نال الوزير عميد الدولة بن جهير إحسان ورضا السلطان السلجوقي، مما دفع بالسلطان إلى أن يأمر أتباعه بتقديم الهدايا الثمينة والخلع لعميد الدولة، ومن ثم توديعه بموكب فخم أثناء مروره في مدينة أصفهان (?)، كما نال عميد الدولة رضا الوزير السلجوقي نظام الملك أبي علي الحسن الطوسي، حيث زوجه ابنته زبيدة في هذه السفرة (?). بحيث أصبح هذا الزواج محل خير لعميد الدولة، حيث أعيد للوزارة بعد أن خلعه الخليفة العباسي (?)، ويذكر ابن