المبحث الخامس
أشهر وزراء الخلفاء العباسيين والسلاجقة
1 - فخر الدولة بن جهير: هو محمد بن محمد بن جهير أبو النصر فخر الدولة، ولد بالموصل عام 398هـ وبها نشأ، عاش بداية حياته في هذه المدينة خالياً من المال والجاه فقيراً معدماً يكد لغرض نيل العيش الرغيد، واستمرت به الأحوال هكذا لحين اتصل بإمبراطور الروم عندما مضى برسالة إليه، فمن خلالها منحه الإمبراطور مبلغاً قدره عشرون ألف دينار، وبذلك تغير أمره من فقير معدم إلى ثري مالك (?)، وبعد ذلك اتصل الوزير فخر الدولة محمد بن جهير بصاحب ميارفارقين وديار بكر (?)، استوزره معز الدولة بن صالح بن مرداس، بعدها نال وزارة أحمد بن مروان بن دوستك الكردي (?)، وراسل الخليفة القائم بأمر الله فخر الدولة وتم تعيينه وزيرًا للخليفة القائم بأمر الله عام 454هـ بعدما عزل الوزير أبو الفتح منصور بن أحمد بن دارست (?)، ولم تدم حالة الاستقرار عند الوزير فخر الدولة لأنه واجه صراعًا حادًا وطلب الوزير نظام الملك من القائم بأمر الله عزله، فاستجاب الخليفة لطلبه (?)، وعلى أثر هذا الصراع قرر الوزير فخر الدولة بن جهير أن يترك بغداد ويتجه إلى الحلة ويستقر بها ليقوم بخدمة نور الدولة دبيس بن مزيد (?) وفعلاً مكث هناك مدة من الوقت (?). إلا أن الخليفة القائم بأمر الله بعد مدة من الوقت أخذ يطالب بفخر الدولة بن جهير ويطلب منه العودة إلى بغداد لاستلام الوزارة ثانية سنة 461هـ (?)
ولما ولي المقتدي بأمر الله الخلافة سنة 467هـ أقر فخر الدولة بن جهير على وزارته، بناء على وصية من الخليفة القائم بأمر الله (?)، وبعد أربع سنوات عزل فخر الدولة بن جهير من الوزارة للمرة الثانية تلبية لطلب الوزير السلجوقي نظام الملك الذي اتهمه بتدبير الفتنة التي قامت بين الحنابلة والشافعية ببغداد وقتل فيها جماعة من طلاب المدرسة النظامية (?). وعلى إثر ذلك