ازدياد النفوذ السياسي للوزير السلجوقي مما أدى في النهاية إلى توسيع دائرة الصراع بينهما (?)، ومن أسباب العزل أيضاً، أن بعض الوزراء عندما نالوا منصب الوزارة عجزوا عن تمشية أمور البلاد بشكل صحيح، مما دفع سلاطين السلاجقة إلى عزلهم، فالسلطان بركيارق أراد أن يرد جميل أسرة نظام الملك ومساندتهم له بتعيين أحد أبنائهم وزيراً له ولذلك عين عز الملك الحسن بن نظام الملك وزيراً، إلا أن هذا الوزير كان قليل الخبرة الإدارية لذا عجز عن تمشية أمور الرعية وشئون الدولة بشكل صحيح، مما دفع السلطان بركيارق إلى عزله، واستوزر بدلاً منه أخاه مؤيد الملك عبيد الملك بن نظام الملك (?)، ومن الأسباب في العزل أن الوزير الذي تتوافر فيه صفات النزاهة في أداء أعماله وثبوت كفاءته الإدارية، سرعان ما يكون مكروها من قبل رجال البلاط لأن نزاهة الوزير تتضارب مع مصلحة رجال البلاط الذين يرغبون في استغلال الناس لتحقيق رغباتهم الشخصية، فعندما نال الوزير، كمال الدين محمد الحسين بن الخازن وزارة السلطان مسعود بن محمد، أثبت هذا الوزير كفاءته الإدارية، وضرب على أيدي رجال البلاط المتلاعبين بقدرات الدولة، وحدد مخصصات الجند، وقطائعهم، ونتيجة لذلك واجه صراعًا حادًا مع رجال البلاط الذين حرضوا أمراء الولايات على التمرد، مما أدى بالنتيجة إلى عزل الوزير وقتله (?)، ومن العوامل التي أدت إلى عزل الوزير السلجوقي ظلمه للرعية، كما أسهمت الوشايات كثيراً في عزل الوزراء، ومن المعلوم أن أغلب الوزراء الذين تم عزلهم، تعرضوا لعملية التنكيل والقتل على أيدي سلاطينهم (?).

ثالثاً: المنافسة والمساومة على منصب الوزارة العباسية:

يعد منصب الوزارة من أرفع المناصب في الدولة العباسية, وتأتي منزلة الوزير بعد منزلة الخليفة، ولأهمية هذا المنصب أصبح محل منافسة ونزاع لدى رجال البلاط والخاصة لكي ينالوا هذا المنصب (?) وخلال العصور العباسية المتأخرة بدأت حالات الضعف تظهر على خلفاء بني العباس من جهة وسلاطين السلاجقة من جهة أخرى، ومما دفع رجال البلاط إلى اتباع طريق الرشوة والدس وازدياد حالة المنافسة للوصول إلى كرسي الوزارة ومن العوامل التي أدت إلى زيادة حدة الصراع بين الوزير ورجال البلاط والخاصة, قوة الوزير الشخصية وثبات مقدرته الإدارية والسياسية، بحيث تضارب نفوذ الوزير مع نفوذ بعض رجال البلاط، مما أدى إلى توسيع دائرة المنافسة وحدوث التمرد، ففي زمن الخليفة القائم بأمر الله ازدادت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015