المنافسة بين الوزير رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن بن مسلمة، وقائد الجيش التركي ابن الحارث أرسلان الباسسيري - الذي تأثر بالدعوة الفاطمية العبيدية - وبالنتيجة تمرد البساسيري على الخليفة القائم بأمر الله، واستطاع أن يخرج الخليفة من بغداد - ويحدث انقلاباً خطيراً - ثم إلقاء القبض على الوزير رئيس الوزراء فعذبه وقتله (?).
وقد أدت الأحداث السياسية والصراعات الدائرة بين الخليفة العباسي وأصحاب الولايات والأقاليم الخاضعة لنفوذ الخليفة العباسي إلى نشوء منافسة حادة بين أصحاب الولايات ووزراء الخليفة العباسي، لدرجة أنهم أخذوا يطلبون من الخليفة أن يعزل وزيره، فعندما أراد الخليفة العباسي المسترشد بالله أن يعيد العلاقة مع دبيس بن صدقة صاحب الحلة ويعقد معه الصلح اشترط دبيس على الخليفة أن يقبض على وزيره، فاستجاب الخليفة لطلبه (?)، وكذلك فإن إخلاص الوزير في أداء مهامه الإدارية، وحرصه على تطبيق قواعد الشريعة الإسلامية، كالضرب على أيدي رجال البلاط الذين حاولوا اختلاس أموال الرعية، والعمل على زيادة خزانة الدولة وتحديد البلاط، جعلهم يتآمرون على الوزير لعزله، ففي سنة 564هـ طبق الوزير شرف الدين أحمد بن محمد بن سعيد بن البلدي قانون الشريعة الإسلامية بقطع أيدي الموظفين الذين سرقوا أموال الرعية، إلا أنه واجهه صراع حاد من قبل رجال البلاط كأستاذ الدار وقائد الجيش قيماز التركي (?)، ومن الواضح أن الوزير العباسي لم يواجه منافسة من قبل رجال بلاط الخليفة فحسب، وإنما أخذ يواجه منافسة رجال بلاط السلطان السلجوقي ووزرائهم ويتضح من ذلك أن ظاهرة المنافسة التي واجهت الوزير العباسي جاءت نتيجة عدة عوامل وأسباب منها سياسية واقتصادية واجتماعية تضافرت فيما بينها لتؤثر على الوزير وبالتالي على عزله (?). وأما بالنسبة للمساومات على الوزارة، فبالنظر لأهمية منصب الوزارة، وما يتمتع به الوزير من مكانة مرموقة لدى الخليفة العباسي أصبح واسع النفوذ سياسياً، واقتصادياً واجتماعياً (?)،ولذلك حاول كثير من رجال البلاط والخاصة من ديوان الخليفة الوصول إلى منصب الوزارة بأي ثمن كان، ولذا دفعت هذه الرغبة إلى تفشي ظاهرة المساومات وبذل الأموال لنيل منصب الوزارة (?).
ولي منصب الوزارة في العهد السلجوقي عدد كبير من الوزراء حظي بعضهم بشهرة