عليه عدد من القضاة شهدوا فيه زوراً بتعدد المنكرات والكبائر التي اتهموا بها الخليفة العباسي الراشد بالله وبتأييد صريح من السلطان السلجوقي مما أدى على خلع الخليفة (?) وزيادة على ذلك كان للوشاة طريق في عزل الوزراء، حيث سخر الواشون العديد من الأساليب لعزل الوزراء، فمنهم من سخر الشعراء في تشويه سمعة الوزير والتقليل من مكانته وإثبات قصوره في إدارة شئون البلاد، مما يدفع الخليفة وعامة الناس إلى المطالبة بعزله وخير دليل على ذلك ما حدث في عام 555هـ حيث ذهب بعض الوشاة إلى الخليفة المستنجد بالله لكي يلفقوا الكثير من الكبائر للوزير عون الدين يحيى بن هبيرة، فكتب الخليفة إلى الوزير يعلمه بما جرى في حقه من وشاية في بلاطه، فكتب الوزير للخليفة يقول:

زرعت زروعاً تجتني ثمراتها ... فلا ذنب لي أن حنظلت شجراتها

فهم نقلوا عن الذي أمه بها ... وما آفة الأخبار إلا رواتها

يطول على مثلى بأني كلما ... سمعت نباحاً من كلاب خسأتها (?)

ومن الملاحظ أن أغلب الوزراء الذين تعرضوا لعملية العزل، لم يفلتوا من التعذيب والتنكيل والقتل والمصادرة (?)، وبالرغم من ذلك حدثت حالات شاذة حيث عزل بعض خلفاء بني العباس بعض وزرائهم على أحسن حال، حيث انصرف هذا المعزول مع حاشيته إلى داره معززاً مكرماً، وهذا ما حدث في عام 484هـ، حيث عزل الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله وزيره أبو شجاع ظهير الدين محمد بن الحسين المروذراوري على أحسن حال، بحيث لم يعزل وزيراً مثله من قبل (?). ومن الملاحظ أن العزل يحدث بطريقتين، فإما أن يصدر الخليفة العباسي قرارًا بعزله شفاهًا وإما أن يحدث العزل بتقرير خطي مكتوب من قبل الخليفة (?)، وأما المصادرة، فغالباً ما كانت تصاحب ظاهرة العزل، وقد عمد بعض خلفاء بني العباس إذا ما اختلفوا مع وزرائهم إلى عزلهم ومن ثم مصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة (?).

ثانياً: العزل والمصادرة لوزراء سلاطين السلاجقة:

لم تختلف ظاهرة عزل سلاطين السلاجقة لوزرائهم، عن خلفاء بني العباس

من حيث أسباب العزل، فقد لعب العامل السياسي الدور المهم في العزل، خاصة بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015