ومستنقعات الخرافة والأوهام التي تنبث في الأمة باسم الإسلام الحبيب العزيز. إننا نرى الآن في صراع المسلمين مع خصوم الإسلام في بعض دياره يغيّب الإسلام، ويضخم البعد الوطني القطري على حساب الدين والعقيدة, وقد تبنى هذا الطرح بعض المحسوبين على العلماء وطلاب العلم, وهذا هو الانتحار وطريق الدمار بل هو قرة عين الأعداء سواء من الداخل أو الخارج مع عدم إهمالنا لحب الإنسان لوطنه وإخلاصه له ولكن بالتوازن.

ب- الولاء الشكلي للإسلام مخادعة محقورة ويجب أن تعود الروح لعقائدنا وشعائرنا وشرائعنا، والمسلم الذي يستحي من عرض عقيدته ومنهجه وتاريخه عليه أن يعتبر بالباطنيين الجدد الذين يعتزون ببدعهم وخرافاتهم، وكذلك اليهود الذين لا يستحيون من عقيدتهم وشعائرهم في أرقى العواصم.

جـ- يُقصى من ميدان التدين الذين يحرقون البخور بين أيدي الساسة المنحرفين، ويزينون لهم مجونهم ونكوصهم وبعض الذين يدَّعون العلم فيشغلون الناس بقضايا نظرية عفى عليها الزمن، أو خلافات فرعية لا يجوز أن تصدع الشمل أو تمزق الأهل والعلماء الذين يظلمون الإسلام بسوء الفهم ويرونه في سياسة الحكم والمال ظهيراً للاستبداد والاستغلال وإضاعة الشعوب. إن المسلمين في المشارق والمغارب مهيأون ليقظة عامة تحمي كيانهم, والأحوال المعاصرة صورة طبق الأصل لما كان عليه المسلمون عند الهجوم الصليبي في العصور الوسطى. إن سنن الله تعالى تقتص من المستضعفين المفرطين، كما تقتص من المجرمين المعتدين، إن عوامل الهدم وإبر التنويم الغربية والباطنية تعمل في هذه الأمة المثخنة من الداخل والخارج حتى يتم الإجهاز الكامل عليها، وقد استطاع الاستعمار الثقافي والفكر الباطني خلق جيل مهزوز الإيمان والفقه، ضعيف الثقة بربه ومنهجه ودينه وأمته ونفسه، فهو يعطي الدنية في دينه غير مُبال بعواقب الأمور، إننا بحاجة إلى يقظة عامة تتناول أوضاعنا كلها حتى نحسن الدفاع عن وجودنا ورسالتنا في عالم لا تسمع فيه إلا أصوات الجبارين من أصحاب المشاريع الشيطانية، ومن ثم نتمكن من تبليغ رسالة الإسلام الخالدة للعالمين ويتحقق فينا قول الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ} [آل عمران: 110]. وقول الله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا} [الأحزاب: 39].

إن في هذا الكتاب دروسًا وعبرًا في ميدان الصراع بين دعوة الله الخالدة وبين التغلغل الباطني والغزو الصليبي، فقد لاحظت أن العقائد الصحيحة والفكر السليم والتصور الراشد الذي قامت عليه المدارس النظامية في عهد السلاجقة استطاعت أن تكبّد الفكر الباطني خسائر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015