لربها ونبيها - صلى الله عليه وسلم - , وعلم أن الهزائم العسكرية عرض يزول، أما الهزائم الثقافية، فجرح مميت والثقافة الصحيحة تبني الإنسان المسلم، والأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم والدولة المسلمة، على قواعدها المتينة من كتاب الله وسنة رسوله وهدي الخلفاء الراشدين ومن سار على نهجهم، وعبقرية البناء الحضاري الصحيح هي التي أبقت صرح الإسلام إلى يومنا هذا بعد
توفيق الله.
أيها الإخوة الكرام, يا من تهمهم قضايا الإسلام والمسلمين, علينا الابتعاد عن القضايا التي لا تمس الحاضر ولا المستقبل والتي تشغل الفراغ وتقتل الوقت وحسب, وإنما نعطي الأولوية للقضايا التي تنهض بالأمة وتعطيها دورها الحضاري من جديد في هداية الناس لدين الله, وعلينا أن نقدم نماذج إصلاحية نهضوية ملكت الرؤية النظرية، ونجحت في التطبيق العملي، ونعطي لفقه المصلحين أولوية ونستخرج هذا الفقه العزيز من سيرهم العطرة، سواء كان في مجال العلم، أو السياسة أو الإدارة أو التنظيم، أو التربية، أو الاقتصاد، أو المقاومة والجهاد ... إلخ.
إن الإسلام يتعرض لمحنة كبرى وأعداؤنا لم يكتموا من نيَّاتهم شيئاً لأنهم لم يروا أمامهم ما يبعث الكتمان أو الحذر, فاليهود يقولون: لا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل والمعنى واضح فإن الهيكل المطلوب فوق تراب المسجد الأقصى، والصليبيون الجدد يقولون: خلقت إسرائيل لتبقى .. والباطنيون، يستبيحون الدماء ويهتكون الأعراض، ويصادرون الأموال ويعملون ليل نهار لتصفية رموز أهل السنة، وممارسة التطهير المذهبي ونشر الثقافات المغلوطة والبدع والخرافات التي تمس عقيدتنا وتاريخنا ورجالنا وأخلاقنا.
أيها الإخوة الكرام إن المعركة في حقيقتها حول وجود الإسلام كله ويتساءل الأعداء: لماذا يبقى الإسلام أكثر مما بقى؟ أنستسلم للفناء، وندع ديننا ورسالتنا للجزارين الجدد أم ماذا؟
إن العالم الإسلامي لا يبيع دينه، ويؤثر أن يهلك دونه ولا يغض من موقفه نفر شُذاذ من الخونة والجبناء، فقدوا الدين والشرف، ونشدوا العيش على أي حاجة، وبأي ثمن!! ولكى نحسن الوقوف أمام عدو الله وعدوَّنا يجب أن تتوافر لجبهتنا عناصر مهمة منها:
أ- يعود الولاء للإسلام ويستعلن الانتماء إليه وفي حرب تعلن علينا باسم الدين لا مجال لإطفائها بالتنكر لديننا (?) ولا بد من أن يكون المنهج الذي كان عليه رسول الله وخلفاؤه الراشدون وأصحابه الكرام واضحاً لا لبس فيه حتى نخرج من أوحال البدع