التاريخية ". وكان المظفر بن الأفطس نفسه من أكبر أدباء عصره وأغزرهم مادة، وقد اشتهر بكتابه أو مصنفه الأدبي والتاريخي الكبير المسمى " بالمظفري " والذي قيل إنه كان يحتوي على مائة مجلد مليئة بالأخبار والفنون الأدبية (?). وكذا كان ولده عمر المتوكل عالماً وشاعراً كبيراً.

وكان يجتمع في بلاط ألمرية حول بني صمادح، جمهرة من أقطاب الشعر والأدب، في مقدمتهم أبو عبد الله محمد بن عباد المعروف بابن القزاز، وأبو الفضل جعفر بن شرف، وابن الحداد الوادي آشي وغيرهم، ممن سبق أن ذكرناهم في أخبار مملكة ألمرية. وقد كان ابن القزاز من أهل مالقة وكان أبرع الوشاحين في عصر الطوائف. ووصفه ابن بسام " بأنه من مشاهير الأدباء والشعراء، وأكثر ما ذكر اسمه وحفظ نظمه في أوزان الموشحات ". وقيل في حقه " كل الوشاحين عيال على عبادة القزاز ". ومن أشهر موشحاته:

بدر تم ... شمس ضحا ... غصن نقا ... مسك شم

ما أتم ... ما أوضحا ... ما أورقا ... ما أتم

لا جرم ... من لمحا ... قد عشقا ... قد حرم (?)

وأما ابن شرف، فهو جعفر بن محمد بن سعيد بن شرف الجذامي القيرواني، أصله من القيروان وبها ولد سنة 444 هـ. ولما اضطرمت فتنة العرب في إفريقية غادرها إلى الأندلس واستوطن برجة. وكان من أعظم شعراء عصر الطوائف، وكان فوق ذلك أديباً موهوباً وله مؤلفات في الأمثال والأخبار والآداب. وتوفي سنة 534 هـ (?). وأما ابن الحداد، فهو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحداد القيسي. وكان من أكابر الشعراء، وقد قضى معظم حياته في بلاط ألمرية حسبما تقدم ذكره. وهو الذي وجه إليه ابن غرسية رسالته الشهيرة في تفضيل العجم على العرب. وكان بنو صمادح، كبني عباد أسرة شاعرة موهوبة، وكان المعتصم من أكبر شعراء عصره، وكذلك كان ولداه يحيى الملقب برفيع الدولة، وأبو جعفر الملقب برشيد الدولة، وإبنته أم الكرام، من الشعراء الموهوبين. واشتهر منهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015