وروي أن عثمان بن مظعون كان قد حرم الخمر في جاهليته. وقال في ذلك: "لا أشرب شرابا يذهب بعقلي، ويضحك بي من هو أدنى مني، وأزوج كريمتي من لا أريد، فبينما هو بالعوالي إذ أتاه آت، فقال: "أشعرت أن الخمر حرمت وتلا عليه الآية من سورة المائدة فقال: تبا لها، لقد كان بصري فيها نافذا".
والقصص الأدبية المروية عن الخمر تبرز شعور المجتمع الإسلامي بالنفور منها لأنها تفقد شاربيها الغيرة والنخوة، وفقدان الإحساس بنقاء العرض والشرف، ومن ذلك ما ترويه بعض كتب الأدب أن أعرابية سقوها مسكرا فلما أفاقت، سألت: أيشرب هذا نساؤكم؟ قالوا: نعم، قالت: لئن كنتم صدقتم لا يدري أحدكم من أبوه".
وكان العباس بن مرداس السلمي ممن حرم الخمر في جاهليته. قبل إسلامه وسئل: لم تركت الشراب وهو يزيد في سماحتك أو جرأتك.؟ فقال: أكره أن أصبح سيد قومي وأمسي سفيههم ما أنا بآخذ جهلي بيدي فأدخله في جوفي.