والمكيفات وغيرها من الآفات المنتشرة في عالمنا المعاصر فإنه لا يمكن أن يثمر ثماره، ويؤتي نتائجه المرجوة إلا إذا كانت الطباع سليمة والنفوس مهيئة لقبول الحق. وتلقي النصح، أما إذا كانت البيئة فاسدة، والنفوس جامحة والسلطة فاترة فإنه لا ينفع أدب أديب، ولا رأي أريب فإنه:
إذا كان الطباع طباع سوء
فلا أدب يفيد ولا أديب
فلتأخذ الأمة الإسلامية من تاريخها عبرة ولتعد إلى كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ولتحكم شرع الله في كل أحوالها فإن عادت إلى الحسنى وكان لها الجزاء الأوفى. والله وحده الهادي إلى سواء السبيل.
الخمر وسوء المصير:
روي أن بشار بن برد الشاعر كان عربيدا سكيرا يؤذي الناس خاصتهم وعامتهم بقبيح أهاجيه، وقد هجا الخليفة المهدي العباسي وخرج المهدي إلى البصرة يتفقد أحوالها فسمع أذانا في الضحى فقال: أنظروا ما هذا فإذا بشر وهو سكران فقال له:يا زنديق عجب أن يكون هذا من غيرك، ثم أمر به فضرب حد الخمر فأتلفه الضرب، فألقي في سفينة، وألقيت جثته في الماء فحمله فقذف به الماء إلى شاطيء دجلة فجاء بعض أهله فحملوه، وأخرجت جنازته فما تبعه أحد، وتباشر عامة الناس بموته، لما كان يلحقهم من أذاه.