اسم المرأة التي هيأت له سبيل الخورج من السجن ليشرك في القتال، أهي زبراء أم ولد سعد كما يرى ابن سلام الجمحي وابن حجر في الإصابة أم هي سلمى بنت خصفة زوج سعد كما يروي ابن جرير في تاريخه، ويسميها ابن كثير في البداية والنهاية سلمى بنت حفص.

والمتفق عليه أنه عاهد المرأة التي أطلقت سراحه أن يعود إلى محبسه إن كتبت له النجاة من القتل، وأنه انطلق إلى قتال أعداء الله فجعل لا يحمل في ناحية إلا هزم الله أعداءه، وكان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يرقب المعركة، وكانت به قروح فكان يقول: "الضبر ضبر البقاء. والطفر طفر أبي محجن، وأبو محجن في القيد".

فلما انجلت المعركة عن هزيمة العدو رجع أبو محجن ووضع رجله في القيد كما كان وأخبرت المرأة سعدا بما كان من أمره، فخلى سعد سبيله فقال أبو محجن:" لقد كنت أشربها إذ كان يقام على الحد فأما إذ بهرجتني فوالله لا أشربها أبدا".

ويروى ابن حجر قصة عن سبب حبس أبي محجن خلاصتها، أن امرأة سعد سألته فيم حبس؟ فقال: والله ما حبست على حرام أكلته ولا شربته، ولكني كنت صاحب شراب في الجاهلية، فند كثيرا على لساني وصفها فحبسني بذلك فأعلمت المرأة سعدا بذلك فقال: اذهب فما أنا بمؤاخذك بشيء تقوله حتى تفعله" وعاد ابن حجر فضعف هذه القصة لضعف راويها وهو سيف، ورجح الروايات التي تنسب إلى أبي محجن شرب الخمر وإقامة الحد عليه مرات لأنها أقوى وأشهر..

ومهما يكن من أمر أبي محجن في سبب سجنه فإن من الثابت المؤكد أنه تاب عن الخمر توبة نصوحا. وقضى بقية عمره مجاهدا في سبيل الله وقال شعرا يذمها ويهجوها وينهى عنها ومن ذلك قوله:

قول أناس: اشرب الخمر إنها ... إذا القوم نالوها أصابوا الغنائما

فقلت لهم: جهلا كذبتم ألم تروا ... أخاها سفيها بعدما كان حالما

وأضحى وأمسى مستخفا مهيما ... وحسبك عارا أن ترى المرء هائما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015