ليل أسود، وقد وكلّ بالفكر، وليلي نهار أربد «1» ، مقصور على السهر.
ارخي أيامي بين تعلل بالأماني وتجمّل في تحمّل ما أعاني. أتمنى سوالف الأيام، والأماني مضلّة الأفهام [1] . فاذا يئست من عتبى دهري أنست ببكائي، ومهما نكست [من لوعات] [2] صدري، تنفست ببرحائي ومتى تجسّمت لي روائع ربوعي، انسجمت متتابعة دموعي، وتعضّني للنوى أنياب [3] عاضّة، وترضّني [4] من الهوى أسباب راضّة:
أضحي وأمسي في فنون بلابل ... من دونها تتقطّع الأكباد
(كامل) ولا غرو فقد تبدّلت بالأنس [5] وحشة وبالمتنزهات مساكن وحشة،
في ضيّق الأرجاء ضنك المخترق [6] ... كأنني في مطبق «2» أو مختنق
(رجز)