تعانقني طورا وتمسح عبرتي ... وتلثم خدّي تارة وتودّع

عزمت على هجري فأصبحت راحلا ... رجوعك يا سؤلي متى أتوقّع؟

فقلت لها: لا تسألي، لست عارفا ... بما في غد أو بعده، الله يصنع

ولا تكثري لومي بأني صابر [1] ... وأن لست من خوف النّوى أتضرّع

فإنّ نحولي واصفراري وحيرتي ... دليل على أني لفقدك أجزع [2]

تحملت ثقل الحبّ في الصدر مخفيا ... وإن كان قلبي في الهوى يتقطع

ومنها:

أرى العيش بعد الإلف موتا ومن يغب ... عن الإلف لا يسلم إلى يوم يرجع [3]

فياليتني لم ألق يوما فراقها ... وفي غده ما كانت الشمس تطلع

وإنّي لأرجو أنّ ربّي يردّها ... عليّ ويدني الدار والشمل يجمع

[قلت] [4] : وهذا لعمري كلام حلو المساغ حسن المساق، يدلّ بكثرة طائله على فضل قائله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015