تعانقني طورا وتمسح عبرتي ... وتلثم خدّي تارة وتودّع
عزمت على هجري فأصبحت راحلا ... رجوعك يا سؤلي متى أتوقّع؟
فقلت لها: لا تسألي، لست عارفا ... بما في غد أو بعده، الله يصنع
ولا تكثري لومي بأني صابر [1] ... وأن لست من خوف النّوى أتضرّع
فإنّ نحولي واصفراري وحيرتي ... دليل على أني لفقدك أجزع [2]
تحملت ثقل الحبّ في الصدر مخفيا ... وإن كان قلبي في الهوى يتقطع
ومنها:
أرى العيش بعد الإلف موتا ومن يغب ... عن الإلف لا يسلم إلى يوم يرجع [3]
فياليتني لم ألق يوما فراقها ... وفي غده ما كانت الشمس تطلع
وإنّي لأرجو أنّ ربّي يردّها ... عليّ ويدني الدار والشمل يجمع
[قلت] [4] : وهذا لعمري كلام حلو المساغ حسن المساق، يدلّ بكثرة طائله على فضل قائله.