ساروا برُفقةِ أزكَى مُهجةٍ دَرَجَتْ وخيرِ مشتَمِلٍ ثوبًا ومُؤتَزِرِ
مُلبِّيًا رافعًا كفَّيْهِ في وَجَلٍ ... للهِ في ثوبٍ أوّابٍ ومفتقرِ
يَمْضِي ينادِي خُذُوا عنِّي مناسِكَكُمْ لعل هذا ختامُ العهْدِ والعُمُرِ
وقامَ في عرَفَاتِ اللهِ ممتطيًا ... قَصواءَهُ يا له مِن موقِفٍ نَضِرِ
تأمَّلَ الموقفَ الأسمَى فما نظرتْ ... عيناهُ إلا لأمواجٍ مِن البشَرِ
فينحَنِي شاكرًا لله مِنّتَه ... وفضْلَه مِن تمامِ الدينِ والظَفَرِ
يَشْدُو بخطْبتِه العصماءِ زاكيةً ... كالشهدِ كالسلسبيلِ العذبِ كالدُرَرِ
مُجَلّيًا روعةَ الإسلامِ في جُمَلٍ ... مِن رائعٍ مِن بديعِ القولِ مختَصَرِ
دَاعٍ إلى العدلِ والتقوَى وأنَّ بها ... تفاضُلُ الناسِ لا بالجنسِ والصورِ
مُبَيِّنًا أنّ للإنسانِ حرمتَه ... مُمَرِّغًا سَيِّء العاداتِ بالمَدَرِ
يا ليتني كنتُ بين القومِ إذْ حضَروا ... مُمَتَّعَ القلبِ والأسماعِ والبصرِ
وأنبري لرسولِ اللهِ ألثُمُهُ ... على جبينٍ نقيٍّ طاهرٍ عطِرِ
أقَبِّلُ الكفَّ كفَّ الجودِ كمْ بذلَتْ ... سحّاءَ بالخيرِ مثل السَلسَلِ الهدرِ
ألوذُ بالرّحْلِ أمشِي في معِيَّتِه ... وأرتوِي مِن رسولِ اللهِ بالنظرِ
أُسّرُّ بالمشْيِ وإنْ طالَ المسيرُ بنَا ... وما انقضَى مِن لقاءِالمصطفَى وَطَرِي
أما الرداءُ الذِي حجَّ الحبيبُ بهِ ... يا ليتَه كفنٌ لي في دُجَى الحُفَرِ
يا غافلًا عن مزاياهُ وروعتٍها ... يَمِّمْ إلى كتُبِ التاريخِ والسِّيَرِ
يا ربِّ لا تحرِمْنَا مِن شفاعتِه وحوضِه العذبِ يومَ الموقفِ العَسِرِ
معاشرَ المسلمين، إنّ الأمّة اليومَ في حاجةٍ عظيمة للمبادئ التي تعالج واقعَها وللأصول التي تحلّ مشكلاتها وللقيَم التي ترسم لها الخطّة الناجحةَ لمحاربة التحدّيات التي تواجهها والمخاطر التي تحيط بها.
ومِن هذا المنطلَق فإنّ ضرورةَ المسلمين اليومَ كبيرةٌ في مثل هذه المناسبة للمراجعة الجادّةِ والتبصُّر الصادق في وثيقةٍ تاريخية عظيمة، صدرت من رجلٍ عظيم في يومٍ