لعمرك إنّا والزّمان كما جنت ... على الأضعف الموهون عادية الأقوى (?)

ومنه «التقسيم»، وخصوصا إذا قسّمت ثم جمعت، كقول حسان: [من البسيط]

قوم إذا حاربوا ضرّوا عدوّهم ... أو حاولوا النّفع في أشياعهم نفعوا

سجيّة تلك منهم غير محدثة، ... إنّ الخلائق، فاعلم، شرّها البدع (?)

ومن ذلك، وهو شيء في غاية الحسن، قول القائل: [من البسيط]

لو أنّ ما أنتم فيه يدوم لكم ... ظننت ما أنا فيه دائما أبدا

لكن رأيت اللّيالي غير تاركة ... ما سرّ من حادث أو ساء مطّردا

فقد سكنت إلى أنّي وأنّكم ... سنستجدّ خلاف الحالتين غدا (?)

قوله: «سنستجد خلاف الحالتين غدا»، جمع فيما قسّم لطيف، وقد ازداد لطفا بحسن ما بناه عليه، ولطف ما توصّل به إليه من قوله: «فقد سكنت إلى أنّي وأنّكم».

وإذ قد عرفت هذا النّمط من الكلام، وهو ما تتّحد أجزاؤه حتى يوضع وضعا واحدا، فاعلم أنه النّمط العالي والباب الأعظم، والذي لا ترى سلطان المزيّة يعظم في شيء كعظمه فيه.

ومما ندر- منه ولطف مأخذه، ودقّ نظر واضعه، وجلّى لك معن شأو قد تحسر دونه العتاق (?)، وغاية يعيا من قبلها المذاكي (?) القرّح (?) - الأبيات المشهورة في تشبيه شيئين بشيئين، كبيت امرئ القيس: [من الكامل]

كأنّ قلوب الطّير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العنّاب والحشف البالي (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015