وله: [من الطويل]

يناجيني الإخلاف من تحت مطله ... فتختصم الآمال واليأس في صدري (?)

وممّا هو في غاية الحسن، وهو من الفنّ الأول، قول الشاعر أنشده الجاحظ:

[من الطويل]

لقد كنت في قوم عليك أشحّة ... بنفسك، إلّا أنّ ما طاح طائح

يودّون لو خاطوا عليك جلودهم، ... ولا تدفع الموت النّفوس الشّحائح (?)

قال: وإليه ذهب بشار في قوله: [من الرجز]

وصاحب كالدّمّل الممدّ ... حملته في رقعة من جلدي (?)

ومن سرّ هذا الباب، أنك ترى اللفظة المستعارة قد استعيرت في عدة مواضع، ثم ترى لها في بعض ذلك ملاحة لا تجدها في الباقي. مثال ذلك أنك تنظر إلى لفظة «الجسر» في قول أبي تمام: [من البسيط]

لا يطمع المرء أن يجتاب لجّته ... بالقول ما لم يكن جسرا له العمل (?)

وقوله: [من البسيط]

بصرت بالرّاحة العظمى فلم ترها ... تنال إلّا على جسر من التّعب (?)

فترى لها في الثاني حسنا لا تراه في الأول، ثم تنظر إليها في قول ربيعة الرّقيّ:

[من البسيط]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015