1 - أَبقيتُ على حواشي الطبعة المصرية سواءٌ ما كان منها للإمام محمد عبده أم للشارح المصحّح الشيخ رشيد رضا، حفاظاً على أمانة السلف الذين سبقونا إلى درس هذا الكتاب وتناوله، وتوضيح ما أَشكل عليهم، ولإتاحة الفرصة أمام القارئ، الاطلاعَ على النَّسق والمستوى اللذين كان عليهما علماؤنا، والقدر الذي أسهموا فيه لتقديم تراثنا ونشره لأجيال عصرهم ... وليُعْرَف من بعدُ، ما قمتُ به من شروح وتوضيحات، وما أضفْتُه من تخريج وتعريف، ناهيك بالضبط التام لنص المتن، ولحواشي الشارحين، التي نادراً ما ضُبط الكلامُ فيها.
وقد أغفلتُ بعض الحواشي التي لم أجد لها فائدة تذكر، كالاختلاف في الرواية، أو في ورود المفردات والشروح اللغوية. وكنتُ أضيف إليها بعض التوضيحات والشروح، واضعاً الزيادات بين معقوفتين.
2 - استحدثتُ بعض العناوين الداخلية، وجَعلْتُها فقراتٍ مستقلَّة لأهميتها.
3 - كما أنزلتُ جميع العناوين الموضوعة في أعلى الصفحات، إلى مواضعها داخل الصفحات، لترتيب الكلام وفقاً لأغراضه التي حدَّدها الجرجاني.
4 - ميَّزتُ بين حواشي الشارحَيْن وحواشيَّ؛ فجعلتُ "النجوم" للأولى، و "الأرقام" للثانية.
5 - سمَّيتُ بحور الأبيات الشعرية، وجعلتها في مطلع كل واحد منها.
6 - أما نَسق الفهارس، فسوف نبيِّنُه في رأس كل فهرس على حدة.
وأما الطبعة الدمشقية التي عُني بها محققان جليلان، فكنتُ أعود إليها من حين لآخر في بعض حالات الإشكال الإعرابي، وربما للاهتداء إلى مَنْ عزَّتْ عليَّ المصادر في معرفة صاحب الشاهد الشعري؛ فإذا بها لم تُعنَ بتشكيل النص إلاَّ في حدودٍ ضيقة، قلَّما أفدتُ منها في هذا الجانب ... وإذا المصادر وأصحاب الشواهد الشعرية هي ذاتها التي عيَّنها عبد السلام محمد هارون في سِفره النفيس "معجم شواهد العربية" إلا فيما ندر، باستثناء ما وُفِّقتْ إليه من دواوين ومجاميع شعرية لم تتوافر لديَّ. ومع ذلك فلم أعتمد هذه الدواوين احتراماً لجهدها وتحصيلها، وللتثبُّت الشخصي من صحتها؛ فكنتُ أحيل إلى المصادر والمصنفات العامة ... حتى إذا لم أجد ضالتي أوضحتُ ذلك في موضعه ...