محمد بن الحسين بن عبد الوارث النحوي سنة 421 هـ -كما ذكر ياقوت- فقد ألف الأسرار- إذن بعد سنة 421 هـ.

فإذا ما عرفنا أن عبد القاهر قد أتم كتابه "المقتصد" في النحو سنة 454 هـ، وأن هذا الكتاب في ثلاثة أجزاء، وهو بدوره تلخيص لكتاب قبله هو "المغنى" الذي شرح به عبد القاهر "الإيضاح" لأبي علي الفارسي في ثلاثين جزءاً وأن كتاب "المقتصد"، لكونه تلخيصاً للمغنى قد أخذ منه سنة واحدة، وأن المغنى قد أخذ منه ثلاثين عاماً، فإنه يكون قد بدأ تصنيف المغنى في سنة 423 هـ، وتكون سنة 422 هـ -وهي السنة التي تلت وفاة شيخه أبي الحسين- هي السنة التي صنفت فيها "أسرار البلاغة".

2 - وأما "دلائل الإعجاز": فإن عبد القاهر -في مقدمته- يشكو من أنه يصنفه في زمان ليس للعلماء فيه إلا الشر والأذى، وقد كان عبد القاهر أشعرياً، وكان الأشاعرة في عهد الوزير "عميد الملك" -أي من سنة 433 هـ إلى سنة 455 هـ -يلعنون من فوق المنابر، إلى أن أزال ذلك "نظام الملك" وأنشأ المدارس النظامية في أنحاء البلاد سنة 458 هـ، فمدحه عبد القاهر بقصيدة منها:

لو جاود الغيث غدا ... بالجود منه أجدرا

أو قيس عرف عرفه ... بالمسك كان أعطرا

ذو شيم، لو أنها ... ... في الماء ما تغيرا ...

وهمة لو أنها ....... ... النجم، ما تغورا ..

لو مس عوداً يابساً ... أورق ثم أثمرا ....

وقال فيه الحسين بن جعفر بن محمد الفارسي:

أحيا البلاد بعدله، وأسهامهم ... من ظله في الروح والريحان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015