وبنى القبات بأرض فارس مغرماً ... بحماية اللاجى، وفك المعاني
فالناس في أمن بعز ظلاله ... والشاة في ورد مع السرحان
ولحب دين الله يكرم أهله ... ويخصهم بالعدل والإحسان
ومعنى ذلك أن عبد القاهر قد ألف الدلائل بعد سنة 454 هـ، وهي السنة التي انتهى فيها من التأليف في النحو؛ بإتمام كتابه "المقتصد" وقبل سنة 458 هـ؛ وهي السنة التي أزال فيها "نظام الملك" لعن الأشاعرة من فوق المنابر؛ وأنشأ المدارس النظامية لتدريس المذهب السني بها.
أضف إلى هذا: أن عبد القاهر قد رد على ابن سنان في فهمه للاحتذاء كتابه (سر الفصاحة) وقد ألف ابن سنان كتابه هذا سنة 464 هـ؛ أي أن عبد القاهر قد ألف "الدلائل" بعد سنة 454 بالتأكيد.
3 - فالفارق الزمني بين "الأسرار" و "الدلائلي" هو من سنة 422 هـ -وهي سنة تأليف "الأسرار"- إلى سنة 455 هـ- وهي سنة تأليف "الدلائل"؛ أي بداية التأليف فيها؛ وهذا الفارق الزمني مقداره: واحد وثلاثون عاماً.
وهذا تفسير لقول عبد القاهر -في الدلائل-: "وهذه مسألة كنت قد عملتها قديماً .. " (?) وقوله: "ومن ذلك: أنك ترى من العلماء من قد تأول في الشيء تأويلاً، وقضى فيه بأمر؛ فتعتقده إتباعا له،