وهذه القوى الروحية الخارقة الكامنة في الإسلام وفي قلوب المسلمين هي التي جعلت الإسلام والمسلمين يصمدون أمام تكالب قوى الشر والبغي والعدوان عليهم في القرنين الأخيرين، وعادت الصليبية المسيحية كما كانت، بل وأكثر مما كانت، وظهرت قوى شر أخرى غير الصليبية، وهي الصهيونية المخربة المدمرة، التي فاق تخريبها للبلاد، وتقتيلها للعباد كل تخريب وتقتيل وتدمير في القديم والحديث.
إن هذه القوى الروحانية الخارقة الكامنة في الإسلام، وفي قلوب المسلمين هي التي ستجعل الإسلام يستعصى على كل نائل منه، ويستعظم على كل من يريدون به شَرًّا، وهي التي ستجعل المسلمين يصمدون أمام الأعداء، وسيستمر هذا الدين الحق والفئة المعتنقة له المنافحة عنه حتى تقوم الساعة، وها أنا ذا قد بلغت، فاللهم فاشهد.
[1] على المشتغلين بالسنن والأحاديث في كل قُطْرٍ، وَمِصْرٍ وما أكثرهم أن تكون بينهم رابطة تجمعهم، ووشيجة توحد بين صفوفهم، ومقاصدهم، والعالم الإسلامي من المحيط الهادي شَرْقًا إلى المحيط الأطلسي غَرْبًا فيه جماعات كثيرة قائمة على خدمة السنة النبوية الشريفة، ولو أن هذه الجماعات تعارفت وتآلفت، وتعاونت على خدمة السنة النبوية لكان من وراء ذلك خير كثير.
إن خدمة السنة النبوية من هذه الجماعات المنتشرة في كل قطر ومصر يحتاج إلى التخطيط، ووضع المناهج التي تتبعها في خدمة الأصل الثاني من أصول التشريع، وكلما كان التخطيط مُحْكَمًا، وكلما كانت المناهج واضحة، والسبل إلى ذلك محددة، أثمرت هذه الجماعات المتعددة ثمرتها وآتت أكلها كل حين بإذن ربها.
فلو أن هذه الجماعات التي قامت لخدمة سنة رسول الله - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جعلت لها لقاءات واجتماعات سنوية في كل قطر من أقطار الإسلام لكان من وراء ذلك التعارف