وهذه القوى الروحية الخارقة الخفية التي أودعها الله في الإسلام، وفي قلب المسلم المؤمن الصادق، هي التي جعلت المسلمين يصمدون أمام جحافل أوروبا وجيوشها في الحروب الصليبية التي أثارها التعصب المسيحي على الإسلام والمسلمين ممثلا في " بُطْرُسْ " الفاسق ولا أقول: " الناسك " ومن على شاكلته من المسيحيين، والتي حاول فيها الصليبيون الاستيلاء على بلاد الشام وعلى بيت المقدس، وقد تم لهم الاستيلاء عليه تسعين عَامًا أو تزيد ولكن الجيوش الإسلامية المظفرة بقيادة البطل الإسلامي الشهير الناصر لدين الله صلاح الدين الأيوبي تمكنت من استرجاع بيت المقدس وبلاد الشام، وردهم على أعقابهم خاسرين، خاسئين، وقد أسر أحد ملوكهم وقائدهم الأكبر في " المنصورة " إحدى بلاد مصر، ثم لم تلبث الجيوش الإسلامية في مصر وفي الشام أن قهرتهم وأذلتهم، وقذفت بهم في البحر، ولقنتهم الجيوش الإسلامية درسا لن ينسوه.
وهذه القوى الخفية الكامنة في الإسلام هي التي جعلت المسلمين يستردون قوتهم بعد غزو التتار لبلاد الإسلام، وتخريبهم البلاد، وتقتيلهم العباد وقضائهم على مظاهر الحضارة الزاهية في بلاد الإسلام.
وهذه القوى الخفية الكامنة في الإسلام هي التي حملت ملك التتار على الدخول في الإسلام!! ولم يكن للمسلمين حينئذ حول ولا طول، وإنما كان الحول والقوة، والغلبة للتتار، وبدخوله في دين الإسلام دخل الكثيرون من التتار، وأصبحوا دعاة للإسلام وحماة له بعد أن كانوا حَرْبًا على الإسلام، والمسلمين وصدق الله: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ .... } (?). وصدق الله حيث يقول اَيْضًا: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (?).