إن كتابة التاريخ أمانة، والحياد معه ضرورة، وتصوير الأحداث كواقعها التزام بالصدق، وأداء للواجب.

ولنا في القرآن الكريم أسوة, يقول الله تعالى للمؤمنين يوم أحد: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ} 1, وفي هذه الآية تصوير صادق لواقع المؤمنين المؤلم، وفي يوم حنين يقول الله للمؤمين: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} 2.

بل إنه -سبحانه وتعالى- يقول للمؤمنين يوم بدر وهو يعلم خواطرهم وأمانيهم: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ} 3.

هكذا، وبكل صدق وصراحة، وبدون أدنى مجاملة يجب أن تكون رواية الأخبار والوقائع.

ثالثا: إخضاع الأحداث المروية للحقائق الدينية الثابتة في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وبخاصة إذا كان للحدث اتصال بهذه الحقائق.

فحين يكون الخبر عن القرآن، أو عن السنة، أو عن الرسول، أو عن الصحابة, يجب رد الأحداث المروية إن خالفت ما وجب دينيا في هذا المجال، وذلك مثل ما ورد في حادثة الغرانيق، وقصة زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من زينب بنت جحش، وتصوير الصحابة بسوء، بناء على أحداث وقعت في عصرهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015