إن هذه القصة تندرج في إطار حملة التشويش التي يقوم بها أعداء الإسلام لابسين ثوب العلم، رافعين لواء البحث والحياد؛ لينجحوا في كيدهم ومكرهم، ويقطعوا أبناء الأمة الإسلامية المعاصرة عن ماضيهم الزاهر، ويحرموهم من الاستفادة بدروسه، وعبره.
ولذا وجب الحذر ...
ومع الحذر يجب اتباع منهج علمي سليم يساعد في فهم الحدث، وتحليله، والوقوف على مدى صحته، وبخاصة أن أحداث التاريخ لم ترو مسندة كرواية الحديث النبوي وقد باشر التدوين كل من أراد من المسلمين، أو من أصحاب المذاهب، أو من أعداء الإسلام، بلا أساس يذكر، أو مسئولية تحدد؛ ولذا ظهر الدس، وكثر الدخيل.
ومن أساسيات منهج تتبع تاريخ الدعوة ما يلي:
أولا: الاهتمام بالإسناد بقدر الإمكان، فبواسطة الإسناد نعرف قيمة الخبر، ومدى صحته.
ولو التزم النقلة بالإسناد ابتداء ما تمكن أحد من الدس، ولخلا التاريخ الإسلامي من الإسرائيليات.
ولو التزموا بالإسناد لسهل تمييز الأصيل من الدخيل.
ونظرا لأن المؤرخين لم يهتموا بالإسناد فإن المطالبة به الآن أمر شاق؛ ولذلك نرى الاهتمام به في حدود الممكن، وفي القضايا الهامة التي لها أثرها وخطرها، مع إخضاع الوقائع التي لا يمكن إسنادها للتحليل، ومعرفة اتجاهات الراوي، وقياس مدى تناسق الرواية مع المجال التي سيقت فيه.
ثانيا: الالتزام بالحياد، والموضوعية، والنظر للحدث ونقله كما حدث وروي؛ لأن تدخل المزاج الشخصي، والتأثر بالتكوين الثقافي، أو الديني، يوجه الحديث وجهة معينة تؤدي لنتائج مغايرة.