أمامه، وقال: هلكت يا هارون.. وظل على بكائه طوال نهاره لا يقطعه إلا الصلاة، وفي نهاية النهار دخل عليه قاضيه أبو يوسف، فلما علم بالمسألة سأله عن مصير اللحم الذي كان يطبخ, فلما علم أن الفقراء كانوا يأكلونه قال لهارون: أبشر يا أمير المؤمنين بثواب الله فيما صرفته من مال أكله الفقراء، وبما رزقك من خشية وخوف, فقد قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} 1.

وكان الرشيد يحكم رعيته بشرع الله، في أمة واسعة لا تغيب الشمس عن ديارها، وهو الذي أمر بجلد أبي نواس، وحبسه لما ثبت انهماكه في الشراب2.

فهل تصدق هذه القصة مع شخص كهذا؟

أين له الوقت بعد كل هذا ليقضيه في السهر والشراب؟

ولو تصورنا صدق القصة، هل كان المؤرخون يهملونها، ولا يذكرون شربه الخمر إلا في هذا المجال؟!

وأين أعداؤه، وهم كثيرون ... ولِمَ صمتهم عنه في هذا الحدث الخطير؟

و"جعفر" سيد البرامكة، اشتهر بسداد الرأي والحكمة مع الخلفاء قبل الرشيد، ولم يذكر عنه ما يسيء، فكيف به يتحول إلى عربيد، مدمن للشراب، عاصٍ لله تعالى؟ 3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015