وتأويلاتهم واضحة في كتبهم، ومن هنا فلا غرابة إذا حمل علماء الشرع الشريف على المتصوفة، واتهموهم بالحمق والجنون، أو بالكفر والإلحاد، ولم يتقولوا عليهم أو يفتروا، وإنما أدانوهم من أقوالهم، كهذه التي يقول بها ابن عربي أنه هضم ما درس من الفلسفة اليونانية، ومن أصول الديانة اليهودية، والديانة النصرانية، والديانة الإسلامية، ثم أحال ذلك إلى مزاج من الفكر الفلسفي الدقيق يعز على من رامه ويطول"1 وعلى أثر ذلك كثر المرتزقة، والدجالون والمحتالون والمشعوذون، ونصبت فوق القبور القباب، وأقميت الأعياد، وكثر التكلم بالكرامات والأولياء.

ويقول عبد الوهاب الشعراني:

"إن سبب حضوري مولد أحمد البدوي كل سنة، أن شيخي العارف بالله تعالى محمد الشناوي رضي الله عنه أحد أعيان بيته رحمه الله قد كان أخذ علي العهد في القبة تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه وسلمني إليه بيده، فخرجت اليد الشريفة من الضريح (!!) وقبضت على يدي، وقال: يا سيدي، يكون خاطرك عليه، واجعله تحت نظرك، فسمعت سيدي أحمد رضي الله عنه من القبر. يقول: نعم.

وأضاف: "لما دخلت بزوجتي فاطمة، أم عبد الرحمن، وهي بكر مكثت خمسة شهور لم أقرب منها، فجاءني وأخذني وهي معي، وفرش لي فرشاً فوق ركن القبة التي على يسار الداخل، وطبخ لي حلوى، ودعا الأحياء والأموات (!!)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015