إليه، وقال: أزل بكارتها هنا، فكان الأمر تلك الليلة، وتخلفت عن ميعاد حضوري للمولد سنة ثمان وأربعين وتسعمائة، وكان هناك بعض الأولياء فأخبرني أن سيدي أحمد رضي الله عنه كان ذلك اليوم يكشف الستر عن الضريح ويقول: "أبطأ عبد الوهاب ما جاء"1، هكذا نحيت حقائق الإسلام وظهرت الخرافات، والبدع، وأخذت تتنامى في أرجاء العالم الإسلامي، وفي أطراف الجامع الأزهر باسم التصوف، وتحت حماية الطرق الصوفية التي لا أصل لها في الدين، ولا تدخل إلا في باب الشعوذة والعته آناً، واللهو واللعب والإباحية آناً آخر. وتحولت أنشطة الأزهر إلى رسوم شكلية جامدة باهتة في ذلك العصر، وغدت علومه مجرد محاكاة لسانيه، وصيغ وعبارات متوارثة لا علاقة لها بواضع الحياة التي رسمها الإسلام العظيم، وكانت الزوايا والتكايا الغاصة بالدراويش والمعتوهين مبعث اشمئزاز وكراهية المؤمنين الصالحين لتلك الأوضاع المخالفة لتعاليم الكتاب والسنة، وعقيدة التوحيد النقية التي راح يفهمها هؤلاء المتصوفة فهما بعيداً عن دين الله عز وجل، حتى قائل قائلهم في الرسالة القشيرية2: من أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو ملحد، ومن أشار إليه فهوى ثنوي، ومن أومأ إليه فهو عابد وثن، ومن نطق به فهو غافل، ومن سكت عنه فهو جاهل3، ومن خلال دعوة الحب الإلهي،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015