بالدواوين الباطنية المزعومة1، التي كونت لها في عالمنا الإسلامي المغلوب على أمره جيوشاً من المجانين، والمجاذيب، والدراويش، الذي اصطنعوا لهم كرامات مزعومة، وأساطير خرافية استمع لها الزنادقة، وخطبوا بها على المنابر والمحافل تمجيداً لأهلها، ودون أفكارها، وشنعوا على المسلمين الموحدين، وحملوا على العلماء الصالحين حملة قاسية، وشبهوهم بالفراعنة، حتى قال قائلهم: "وما خلق الله أشق ولا أشد من علماء الرسول على أهل الله المختصين بخدمته العارفين به من طريق الوهب الإلهي، الذي منحهم أسراره في خلقه، وفهمهم معاني كتابه، وإشارات خطابه، فهم لهذه الطائفة مثل الفراعنة للرسل ... "2.

ويشكك أبو يزيد البسطامي في المصادر الشرعية لعلماء المسلمين فيقول: "أخذتم علمكم ميتاً عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت، يقول أمثالنا حدثني قلبي عن ربي، وأنتم تقولون حدثنا فلان، وأين هو؟ قالوا: مات عن فلان، قال: وأين هو؟ قالوا: مات"3.

وقد اعتمد المتصوفة الجهال طريق التأويل، ومصطلحات الشيعة مما يثبت الصلة الوثيقة بين المتصوفة والباطنية، ولقد سمعت "هادي المدرسي"4 يؤكد هذا ويقول: "إن جميع الطرق الصوفية على الإطلاق تنتسب إلى آل البيت؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015