بطون الأقطار والأمصار. بل إن في الآثار القائمة حول قبور الأنبياء السابقين كقبر دانيال، وقبر هود، وصالح، وذي الكفل، ويوشع في بابل، وكقبور الأنبياء المدفونين عند البيت المقدس، بل في بناء الحجر على قبر إسماعيل، وأمه هاجر لأكبر دليل على اهتمام الأمم السالفة في تعظيم مراقد أنبيائهم، وليس بأقل من اهتمام المسلمين في تعظيم مرقد نبيهم، ومراقد أوليائهم) 1.
وينتقد الطباطبائي الوهابيين ويمدح قومه الإمامية فيقول:
(قالت الوهابية: لا يجوز بناء القبور وتشييدها.
وقالت الإمامية: يجوز بناء القبور للأنبياء والأولياء، وتشييدها وحفظها) 2 ويستدل الطباطبائي على ذلك بأن البناء على القبور من باب تعظيم شعائر الله؛ لأن المشاهد المتضمنة لأجساد النبيين، وأئمة المسلمين من معالم الدين الواجب حفظها، وصونها عن الاندراس. والمشاهد من البيوت التي أذن الله أن ترفع، ويذكر فيها اسمه، فإن المراد من البيت هو بيت الطاعة، وكل محل أعد للعبادة، فيعم المساجد، والمشاهد لكونها من المعابد) 3. ويشنع الطبطبائي على الوهابيين، فيقول عنهم:
(واجتراؤهم على الله ورسوله بهدم القباب الطاهرة لأئمة البقيع الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهرهم تطهيراً. وأن ذلك منهم إنكار لمودة ذي القربى التي هي من الضروريات الثابتة بالكتاب والسنة) 4. ويطعن حسن خزبك في الشيخ الإمام فيقول:
(وكذا تنقيصه الرسل، والأنبياء، والأولياء، وهدم قببهم، بل ونبش قبورهم) 5.
ويورد محمد الطاهر يوسف دليلا لهم على شد الرحال لزيارة القبور، فيقول: