إن الحمد لله، نحمد ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد: فإن من أهم ما يواجه العمل الإسلامي والمسلمين كأفراد وكأمة مسألة تنشئة أفرادها وأبنائها وبناتها ورجالها ونسائها على دين الله سبحانه وتعالى، وتهيئتهم علماً وعملاً، ودعوتهم للالتزام بهذا الدين، وهو ما اصطلح عليه المعاصرون بمصطلح: (التربية) فقضية التربية قضية عظيمة الأهمية في حياة الفرد والأمة، وهي واجب شرعي، ولأهميتها ذكر الله سبحانه وتعالى وصية رجل حكيم، وذكره سبحانه وتعالى باسمه مخلِّداً هذا الاسم، وهذا الرجل هو لقمان، وهو عند جمهور أهل العلم ليس بنبي؛ إذ لم يذكر مع الأنبياء في أي حال ذكروا فيها، ولكن ذكر الله عز وجل اسمه ووصيته لابنه وهو يعظه؛ لتكون قدوة وأسوة حسنة للآباء والأمهات، والأساتذة والمعلمين، ولكل من ولاه الله عز وجل أمر غيره من المسلمين في التهيئة والإعداد، والتنشئة على مرضاة الله سبحانه وتعالى.