دين الله عز وجل الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو المنصور، ولا يمكن أن يظهر في نهاية المطاف وفي عاقبة الأمر دين غيره، فالذي يظهر هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو منهج الجماعة، وهو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأي بدعة أو انحراف أو تبديل للدين لن يكون له الظهور بإذن الله، وأي محاولة لتشويه صورة الإسلام، أو لإقناع المسلمين بترك بعض هذا الدين، أو أن يؤمنوا ببعض الكتاب ويكفروا ببعض لكي يوافقوا أغراض الكفرة والمنافقين، ويتركوا التزامهم بما جاء به نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ أي محاولة لذلك لن تفلح، قال تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:1] فعملهم في ضلال، وهذه مبشرة من المبشرات، فلا بد من أن يخطئ الهدف ذلك الذي ضل وتصور تصوراً باطلاً مخالفاً للحقيقة ومخالفاً لما يوجبه الله عز وجل، فالله أضل أعمالهم، وجعل سعيهم في ضلال، وجعلهم يقصدون أهدافاً فلا تحقق، ويتصورون موازين معينة بالقوة والبقاء فلا تقوم هذه الموازين ولا تنطبق، وتتغير بقدرة الله سبحانه وتعالى.