لقد جرب أعداء الإسلام مرات عديدة وحاولوا أن يمحوا اسم الإسلام بالكلية، وكم من مرات قتلوا فيها من المسلمين، الملايين لمجرد انتسابهم فقط إلى هذا الدين، وربما كان بعضهم لا يعلمون منه إلا كلمة (لا إله إلا الله)، ولقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (يأتي على الناس زمان لا يدرون ما صوم ولا صلاة ولا صدقة، ولكن أقوام يقولون: لا إله إلا الله، وجدنا آباءنا على هذه الكلمة فنحن نقولها).
ولقد أخبرني بعض إخواننا الذين ذهبوا إلى كثير من الشعوب المسلمة التي رزحت تحت الاحتلال الشيوعي الكافر سنيناً طوالاً أنه سأل صبيان المسلمين الذين لا يعرفون إلا اسم الإسلام، ولا يعرفون إلا كلمة التوحيد، سألهم: من نبيكم؟ فقالوا: المسيح! فهم لا يعرفون نبيهم محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم! وأخبرني رجل ذهب إلى هناك أن امرأة عرفت أن اسمه محمد فقالت له: أأنت مسلم؟ فقال: نعم، وأنت مسلمة؟ فقالت: نعم.
قال: كيف ذلك؟ قالت: آباؤنا وأجدادنا كانوا يقولون: (لا إله إلا الله)! لا يعرفون غير هذه الكلمة، ومع هذا قتل منهم الملايين! وتأمل بعض ما نقل من أخبار في غمرة أحداث المسلمين المؤلمة، فقد قتل الصينيون الشيوعيون كثيراً من المسلمين في التركستان الشرقية، ذلك الإقليم الرازح تحت الاحتلال منذ أكثر من مائة سنة، احتله الصينيون بالمذابح، وقتلوا إرضاءً لأسيادهم بعض هؤلاء المسلمين بعد أن سقوهم الخمر وأطعموهم الخنازير والعياذ بالله، وطافوا بهم في الطرقات من أجل إرضاء الغرب كما يزعمون.
لقد أصبح المسلمون قرابين يضحى بها من أجل مجرد الاسم فقط، ومع ذلك وجدوا أن الإسلام لا يمكن أن يموت، بل ينبت من جديد من تحت تلك الأرض التي أحرقوها، وإذا به ضارب بجذوره في كل بقاع الأرض.
ولذلك هم يحاولون محاولة أخرى لأن يتغير هذا الدين على ما يوافقون، فيقولون: دعوهم على اسمهم، فسوف يقاتلون بكل ما يملكون من قوة دفاعاً عن هذا الاسم، فلا تحاولوا إثارة ذلك، ولكن غيروا تصورهم عن هذا الدين حتى يوافق ما يريده الكفار! والله تعالى ما وعد بظهور اسم الإسلام فقط، بل وعد سبحانه بظهور الهدى ودين الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة:33].