التكفير والتبديع وضوابط كلٍ منهما

والتحذير من المنكر والبدع واجب، أولاً: لابد من وجود الموازنة بضوابط شرعية منها: التماس الأعذار في التعييب، فهناك فرق بين أن أقول فلان الفلاني مبتدع، وبين قولي: كلامه بدعة، أما صاحبها فنقول: هل استوفت الشروط فيه أم لا؟ وهل أقيمت عليه الحجة؟ هل وصله العلم؟ هل عنده خطأ؟ هل عنده تأويل؟ هل عنده إقرار؟ فننظر فيه من حيث شروط وموانع التبديع والتكفير.

والقضية هذه مذكورة في كلام السلف رضوان الله عليهم، من حيث الطعن في الآخرين بما فيهم أهل البدع، وسنجد الكلام كثير جداً في تعليم الناس الكتاب والسنة، وانظر المنقول عن الأئمة الأربعة، فالإمام أحمد من أئمة الجرح والتعديل، فهل الجرح والتعديل لم ينقل عنه أم أن مذهبه كامل وكذلك العقيدة الصحيحة؟ كل هذا نقل عنه، حتى لا نأخذ طرفاً من هديهم ونترك بقيته.

فالموازنة مهمة جداً، فمن كان عنده خير وشر، فإننا نكره الشر الذي عنده، ونحب الخير الذي فيه، فلا ننظر له من وجه واحد، فهذه المناهج التي فيها رعونة في التكفير والتفسيق والتبديع والتضليل، وشغل الناس بهذه الأمور دون غيرها، وعدم تحقيق التوازن في العطاء، علامة من علامات القسوة الشديدة، فإن القلوب إذا كانت يابسة قاسية كانت بطيئة الانفعال، بعيدة القبول، لا تكاد تنقاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015