فإذا سقيت القلوب بماء الحياة الذي أنزله الله عز وجل على قلوب أنبيائه، وجعلها قراراً ومعيناً له؛ لأن قلوب الأنبياء مستقر فيها النور، ومستقر فيها ماء الحياة: وهو الوحي، قال الله: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشورى:52]، فجعلها معيناً ينبع منها الخير، فقلوب الأنبياء مدرسة لمن أراد أن يأخذ منها خيراً وحكمةً وهدياً، فاقترب منهم قليلاً حتى تنال منها معاني الإيمان التي فيها، ففاض منها -أي: من هذه العيون التي هي قلوب الأنبياء- على قلوب أتباعهم فأنبتت من كل زوج كريم، فانقادت حينئذ قلوب الأولياء أتباع الأنبياء بزمام المحبة إلى مولاها الحق، أو انقادت النفس بزمام المحبة إلى مولاها الحق، مؤدية لحقوقه، قائمة بأوامره، راضية عنه مرضية له؛ لكمال طمأنينتها، أو مرضية له بكمال طمأنينتها قال سبحانه: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر:27 - 30].