لعلك -يا عبد الله- لا تعرف ما هدفك من الحياة.
لعلي لو سألتك: ماذا تريد من الدنيا؟ تقول: أن أتزوج، ثم أنجب الأبناء، ثم أبني لي بيتاً، وأسكنه مع زوجتي وأبنائي، ثم ماذا؟ تقول: لا أدري.
ما هدفك من الحياة؟ تقول: أن أحصل على شهادة، ثم يرتفع ذكري بين الناس.
يقول رجل -وهو ابن عم لـ عمرو بن عتبة، واسمع إلى هذه القصة العظيمة- يقول: نزلنا في مرج حسن، في أرض خضراء، وإن سألتك لو نزلت في هذه الأرض، ما هدفك؟ وما همك؟ وما أمنيتك؟ يقول: فقال عمرو بن عتبة: ما أحسن هذا المرج الحسن! وما أجمله! لو نادى منادٍ: يا خيل الله! اركبي.
ما أحسن أن ينادي منادي الجهاد في هذه اللحظات، فيكون رجل في أول الصف، فيكون أول من يصاب، ثم يدفن في هذه الأرض! ما أحسن هذا!
يقول صاحبه: ما هي إلا لحظات، حتى ينادي منادي الجهاد: يا خيل الله! اركبي.
يقول: فيكون في الصف، فينادي أبوه - أبو عمرو بن عتبة - عليَّ بـ عمرو هاتوه، فهو يعرف ابنه، ويعرف أنه إذا تمنى أمنية يحققها الله له، يقول: فما هي إلا لحظات، فيؤتى به مصاباً، يقول: فتزهق روحه وتفيض إلى باريها، فيدفن في مركز رمحه، في تلك الأرض، هذا هو الهدف، وهذه هي الأمنية.