لا أدري ما السبب! لعل السبب هي الذنوب والمعاصي، كنت تدعو إلى الله ونسيت نفسك، أحرقت نفسك للناس، ثم ما إن لبثت إلا ووقعت في المعاصي، جلست بينك وبين نفسك في الغرف، فأغلقت الأضواء وأطفأتها، ثم جلست تنتهك المعاصي:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أنما تخفي عليه يغيب
{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق:14].
يقول ابن القيم رحمه الله: ومن عقوباتها -يعني: المعاصي، واسمع إلى هذه الكلمات العظيمة، يا من كنت داعية إلى الله! - يقول: ومن عقوباتها: أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة، أو تعوقه، أو توقفه، وتعطفه عن السير فلا تدعه يخطو خطوة إن لم ترده عن وجهته إلى الوراء.
نسأل الله العافية.