مضى الغلام وانتشر بين الناس خبره، فصار يبرئ الأكمه والأبرص، ويقرأ على المريض ويدعو الله فيشفى بإذنه سبحانه وتعالى، فانتشر خبره بين الناس، حتى سمع وزير الملك بخبر ذلك الصبي وكان أعمى، فاستدعاه وقال: يا غلام! سمعت أنك تبرئ الأكمه والأبرص فرد علي بصري ولك ما شئت من الدراهم والدنانير.
فقال: أيها الوزير! أنا لا أشفي، قال: ومن يشفي؟ قال: الله رب العالمين هو الذي يشفي، قال: الملك؟ قال: لا.
بل ربي وربك ورب الملك الله رب العالمين.
قال الوزير: وكيف يشفيني الله جلَّ وعلا؟ قال الغلام الصغير: تؤمن بالله رب العالمين، فأدعوه أن يشفيك؟ قال: آمنت بالله رب العالمين، فدعا الله له فشفي الوزير وردَّ الله عليه بصره.