واسمع -يا عبد الله- إلى عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: [والله لأقومن الليل وأصومن النهار ما عشت أبداً] أي: كل الليل أقومه، وجميع الأيام أصومها في حياتي كلها، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يتكلم ولم ينصح من ورائه، ولم يقل: فيه كذا وكذا، إنما ذهب إلى عبد الله بن عمرو بنفسه يتثبت، ووراءه الأمة، وعنده الجيوش، ووراءه دعوة الناس، ولكنه الخلق العظيم، قال: (يا عبد الله! أنت الذي تقول ذلك؟! -هل حقاً ما نقل عنك؟ - قال: نعم يا رسول الله! قال: إنك لم تستطع هذا)