عدم الشعور بالتحدي

ومن الأسباب: أنك لم تشعر بأن أعداء الله قد تكالبوا علينا وعلى الدعاة ألم تعلم أن الدعاة يسجنون، ويضربون، ويهانون؟! ألم تعلم -يا عبد الله- أن دعاة الباطل في كل وادٍ يهيمون، وأنهم يفعلون، وفي الجرائد يكتبون، وفي الإعلام يتكلمون، وفي كل مكان يعملون صباحَ مساءَ سراً وجهار؟

أما معاشر الدعاة إلى الله فما يعمل أحد معم فترة إلا ويترك أخرى.

ألا تشعر بالتحدي؟ ألم تسمع قوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120].

ألا تشعر أننا في صراع، وفي حرب دائمة؟ لِمَ تركت إخوانك؟ ولِمَ تقاعست؟ ولِمَ جلست تنظر إلى المعركة من ينتصر فيها؟ ألم تعلم أن رسولك قد قال: (يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها)؟ إن بعض من يتسمون بالإسلام في هذه الأيام هم أول من يحاربون الإسلام ألم تسمع بشيوخ تقتَّل؟ وبأطفال ييتموا؟ وبنساء ترمل؟ ألم تسمع أنَّ أخواتك في الله تهتك أعراضهن بالألوف ولا يستطعن حولاً، ولا دفعاً، وليس لهنَّ نصيراً؟ وليس لهم ذنب {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج:8] في غياهب السجون يعذبون، الواحد منهم يهتك عرض أخته أمام عينيه ولا يستطيع أن يتحرك، وأنت جالسٌ في النعيم تشرب الشاي والقهوة، وتضحك حتى تبدو نواجذك، وإذا قيل لك: يا فلان تعال معنا اعمل معنا ادع إلى الله انصح جيرانك انصح أهلك، تقول: لا أستطيع لست لها، لست لها!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015