ثانياً: في عجالة سريعة: ما هو السبيل الصحيح للدعوة؟ وضح الله عز وجل هذا السبيل في آية محكمة؛ فقال جل وعلا: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108] أدعو إلى الله، لا إلى جماعة بعينها، أتعصب لها تعصباً بغيضاً أعمى، يصم الآذان عن سماع الحق، ويعمي الأبصار عن رؤية الدليل، إن سألوك عن شيخك فقل: شيخي رسول الله، وإن سألوك عن منهجك فقل: القرآن والسنة بفهم سلف الأمة، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان، وإن سألوك عن موطنك فقل: ألا إن بيوت الله في الأرض المساجد، وإن سألوك عن جماعتك فقل: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} [الحج:78].
لا نريد أن نتعصب تعصباً بغيضاً أعمى للجماعات، وأن أجعل كل همي الجماعة، أدعو إليها وأوالي وأعادي عليها، هذا من العقبات الكئود التي تؤخر العمل الإسلامي الآن، إنما السبيل أيها الأحبة: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108].
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية طيب الله ثراه: "وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم".
لا ينبغي أن نرفع شخصاً من الشيوخ أو من العلماء، لنوالي ونعادي عليه، لنلقي السلام على من جلس بين يديه، ولنغض الطرف عمن فارق مجلسه، هذا لا يليق، إنما يجب أن يكون ولاؤنا وبراؤنا لله جل وعلا، لا لشخص من الأشخاص ولا لجماعة من الجماعات، ولا لمنهج يخالف منهج الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.