الحق السادس من حقوق الأخوة: التناصر.
يقول صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قالوا: يا رسول الله! عرفنا كيف ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً؟ قال: أن تكفه عن الظلم، فذاك نصره) فانصر أخاك في كل الأحوال، فإن كان ظالماً فخذ بيده وكفه عن الظلم، وإن كان مظلوماً -وأنت تملك أن تنصره- فانصره ولو بكلمة، وإن عجزت فبقلبك.
إن استطعت أن تنصر أخاك بيدك فانصره بيدك، وإن عجزت عن نصرته باليد فانصره بلسانك، وإن عجزت عن ذلك فبقلبك، وذلك أضعف الإيمان.
فهذه مسلمة استغاثت في أقصى بلاد الروم ونادت وقالت: وا إسلاماه! وا معتصماه! فنصرها المعتصم وقال: لبيك لبيك أختاه! فأين التناصر الآن بين هذه (الملايين المملينة)؟! آخر إحصائية لتعداد المسلمين في العالم مليار ومائتان وخمسون مليون مسلم، إحصائية ستة وتسعين وتسعمائة وألف للميلاد، وقد كنا نقول: المسلمون مليار مسلم، لكن إحصائية سنة ستة وتسعين تبين أن عدد المسلمين في العالم بلغ ملياراً ومائتين وخمسين مليون مسلم، إحصائية كبيرة، وعدد ضخم، ومع ذلك يصرخ المسلم هنا، وينتهك عرض الأخت هنالك، وينادي الجميع، ولكن من يجيب؟! أين المعتصم؟! فالتناصر من حقوق الأخوة، من حقوق الأخوة أن تنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، تنصر أخاك ظالماً بكفه عن الظلم، وتنصر أخاك مظلوماً بعونه وإعانته إن كنت تقدر على ذلك، إما بيدك، فإن عجزت فبلسانك، فإن عجزت فبقلبك، وذلك أضعف الإيمان.