وبالنسبة لقضية التداوي فإننا نعلم إن التداوي قد وردت الوصية به، والأمر من النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (تداووا عباد الله ولا تتداووا بحرام)، وهذا التداوي لا ينافي التوكل على الله؛ لأنه من الأسباب، لكن حصل نقاش لعلماء يحسن أن نستعرضه في قضية التداوي: هل هو مباح وتركه أفضل، أو هو مستحب أو واجب؟ فالمشهور عن الإمام أحمد -رحمه الله- أنه مباح وتركه أفضل، والشافعي مشهور عنه الثاني وهو الاستحباب، وقال أبو حنيفة في التداوي: يداني الوجوب، وقال مالك رحمه الله: يستوي فعله وتركه، لكن ليس هناك أحد قال إن التداوي حرام، فهو ليس بحرام، بل هو أخذ بسبب.
وقال بعض العلماء المعاصرين: الصحيح أن التداوي أنواع: الأول: ما غلب على الظن نفعه مع احتمال الهلاك في عدمه فهو واجب، أي أنه يغلب على الظن أن هذا الدواء نافع، ويمكن أن يهلك لو لم يأخذه، فيجب أن يأخذه.
الثاني: ما غلب على الظن نفعه، لكن ليس هناك هلاك محقق لتركه، فهذا أخذه أفضل، وما تساوى فيه الأمران فتركه أفضل، ولكن استعمال الدواء المباح مباح بالجملة.