قال في باب ذم التفقه لغير العبادة: قال الشعبي: "إنا لسنا بالفقهاء، ولكن سمعنا الحديث فرويناه، ولكن الفقهاء من إذا علم عمل".
وقال الأوزاعي: "إذا أراد الله بقومٍ شراً فتح عليهم الجدل، ومنعهم العمل".
فترى الآن بعض المناظرات في مسائل بسيطة، هذا يتكلم وهذا يرد، وهذا يرد على الرد، وهذا ينتصر لرد فلان، وهذا ينتصر لرد فلان، وترى المجادلات في الجرائد والكتيبات والكتب، كل واحد يرد، ويرد على الرد، وينسون قضية العلم، ويتمارون ويتجادلون في أشياء الحق فيها واضح، لكن الرد على أهل البدع والضلال لابد منه، وكذا المنافحة عن الدين، لكن الكلام في قضية تحويل مسائل العلم إلى مجادلات، فإذا أراد الله بعبدٍ خيراً فتح له باب العمل، وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبدٍِ شراً فتح له باب الجدل، وأغلق عنه باب العمل.