أول خطوة أن نكثر من تلاوة القرآن، وبإذن الله إذا كان الإنسان له ورد أو حزب معين يقرأه من القرآن كما ثبت في الحديث الصحيح مشروعية ذلك في قوله عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم: (من نام عن حزبه من الليل) يقول العلماء: في هذا أصل على أن المسلم له أن يجزئ حزباً يقرأه من القرآن، حتى يستديم الطاعة، وقد كان عليه الصلاة والسلام يحب من الطاعة ما كان ديمة وإن قل، كما ثبت في حديث عائشة الصحيح.
إذا كان الإنسان حاول أن يستفتح ليله بهذا، وبعض الأخيار يقرأ الجزء، وإذا به قد ارتاحت النفس للجزء الثاني، وبعضهم يرتاح للثالث والرابع، ثم بعد فترة وإذا بك تأنس بالله عز وجل، وإذا بهذا القلب يحس أن هذه الساعة لا يمكن أن يفرط فيها، وإذا بالقلب يحس أن هذه الساعة التي كانت في أول يوم مثل الجبل إذا بها والله كغذاء الجسد، لو أنك فرطت فيها يوماً من الأيام أو ليلة من الليالي إذا بك تحزن، وتصبح وأنت متكدر الخاطر من فوات هذا الخير عليك.
فلذلك أحبتي في الله! جربوا، والإنسان إذا كان عنده ورد من الليل يزداد، فالمؤمن لا يسأم من طاعة، ولا يبقى على قليل من الخير، بل هو دائماً في زيادة، ولذلك وصف الله أهل الخير والفضل بقوله: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} [المؤمنون:61] فكن ممن سارع إلى الخيرات، وسابق إلى المرضاة، ونافس في محبة رب البريات.