أحبتي في الله! ما اجتمعت هذه الخصال الثلاث في عبد من عباد الله إلا ذاق حلاوة الإيمان، ولا وفق الله عز وجل عبداً لتحقيقها وتحصيلها إلا كان من أحبابه وكان من خاصة أوليائه.
ولذلك السؤال الأخير: كيف السبيل للوصول إلى هذه المحبة؟ وكيف الطريق للوصول إلى هذه الحلاوة التي نسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يذيقنا وإياكم تلك الحلاوة وألا يسلبنا إياها إلى أن نلقاه؟ أعظم سبيل لتحصيلها وأقرب طريق للوصول إليها: طريق الدعاء، بأن تسأل الله حلاوة الإيمان، وأن يذيقك لذة العبودية للرحمن، فما دعا عبد ربه إلا استجاب، وما سأل سائل ربه إلا أعطاه الله عز وجل وبلغه مراده؛ ولذلك قال الله في كتابه: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60] وما حصَّل عبدٌ طاعة من طاعات الله إذا استعصت بشيء مثل الدعاء.
أما الأمر الثاني: فهو تحصيل الأسباب التي ذكرناها، والتي من أعظمها: الفقه في الدين ومعرفة سبيل الطاعة لرب العالمين، فمن جمع الله له بين الحسنيين ورزقه هذين الأمرين فإنه لا شك سيصيب حلاوة الإيمان ويكون من الموفقين لطاعة الرحمن.
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت أن ترزقنا حلاوة لا مرارة بعدها، وإيماناً لا كفر بعده، وسعادة لا شقاء بعدها، ورحمة لا عذاب بعدها، إنك ولي ذلك والقادر عليه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا.