Q فضيلة الشيخ! ما هو الأفضل للداعية: أن يعكف على طلب العلم حتى يبلغ الحد الذي يؤهله ليكون داعية، أم يجمع بين طلب العلم والدعوة؟
صلى الله عليه وسلم الأفضل والأكمل أن يجمع الإنسان بين الحسنيين، أن تجعل لك وقتاً لطلب العلم، ووقتاً للدعوة إلى الله، وطلاب العلم يختلفون، فهناك من هو قليل العلم، لا ينبغي أن يشغل نفسه بالدعوة حتى يتسلح بالعلم، وهناك من هو في بيئة تحتاج إلى كل كلمةٍ منه، وتحتاج إلى العلم القليل الذي عنده، فينبغي عليه أن يؤدي رسالة الله، وأن يتكلم بما عنده من الخير ويبثه للناس.
كان بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الليالي ذوات العدد، فيمكث عنده، فيقول عليه الصلاة والسلام: (انطلقوا إلى أهليكم فعلموهم) فإذا كان الإنسان في بيئة تحتاج إليه، وتحتاج إلى مواعظه وتذكيره وإلى خطبه، فليحرص على أن يجعل لهم حظاً من ذلك ونصيباً، فإن الله سائله عن ذلك، ولا ينتظر حتى يكمل طلب العلم، بل يبذل ما عنده من العلم والتوجيه حتى يعذر إلى الله عز وجل بتبليغ رسالته وأداء أمانته.
والأفضل أن يجعل له وقتاً من الأسبوع للدعوة، فيخرج مثلاً يوم الخميس أو الجمعة حسب المستطاع له، ولن نستطيع أن نضع للناس برنامجاً أو طريقة؛ لأن وضع البرامج في هذا من الخطأ، فقد يناسبُ قوماً ولا يناسبُ آخرين، ولكن اتق الله وسدد وقارب، فلن تزال بتوفيقٍ من الله ما سددت وقاربت، والله تعالى أعلم.