Q أنا فتاة أعيش في بيت فيه من أنواع الفساد الشيء الكثير، ولا يوجد من يساعدني على أن أسمو إلى ما وصلت إليه الصالحات، فكيف المخرج حفظك الله مع العلم أن كثيراً من الفتيات يعشن نفس ظروفي؟
صلى الله عليه وسلم أولاً: أهنئكِ بنعمة الله عز وجل عليك بالهداية، أهنئكِ بهذا القلب الذي وعى مع أنك في عيشة لا تعينه على الوعي، أهنئكِ على ذلك الفؤاد الذي تذلل لطاعة رب العباد فتبتِ وأنبتِ إلى الله، فهذه نعمة من الله أهنئكِ أولاً عليها.
أما ثانياً: فإنني أدعوك بدعوة الله عز وجل؛ أدعوك أن تدعي من حولك إلى طاعة الله ومحبته، وإلى الجهاد والصبر في محبة رب العباد، حينما تحتسبين هداية تلك القلوب الحائرة التائهة، احتسبي بكلمة ترجى بها رحمة الله، ذكري بالله، وبصري به، واهدي إلى سبيله ورضوانه، ولا تيئسي! فكم من شابة كانت وحدها، هدى الله عز وجل بها أمة، وأرشد بها أمة.
لذلك -أختي المسلمة- أدعوك أولاً إلى دعوتهن إلى طاعة الله ومرضاته، وأن تحتسبي عند الله عز وجل تذكيرهن بالله، وإياك والقنوط من رحمة الله أو اليأس من روح الله، لا تيئسي فلا بد لليل من فجر، ولا بد للظلام من أن ينجلي، وأقل ما تقومين به وهو كثير: أن تقيمي حجة الله على إماء الله، ذكري بالله، وانصحي فيه، وتقربي إليه بذلك اللسان، لا فض فوك من رحمة الرحمن.
أختي المسلمة: احتسبي عند الله عز وجل إنقاذ أهلك من معصية الله ودلالتهن على مرضاته، وخذي بالأسباب التي تهيئ القلوب إلى طاعة رب الأرباب، إذا كان نصحك لهؤلاء النسوة أمام الملأ يوجب رد نصيحتك فخذيهن واحدة واحدة، وذكريهن منفردات، واغسلي قلوبهن بالآيات والعظات، وإذا كان هناك أسلوب ترغيبٍ يذكرهن أو ينفع في تذكيرهن فخذي بذلك الأسلوب، المهم أن تحتسبي أولاً دعوتهن إلى طاعة الله، وثانياً: أن تصبري في دعوتهن إلى طاعة الله ومرضاته، فكم من شابة كانت في البداية ولكن غنمت النهاية.
وأسأل الله العظيم أن يثبت قلبك على الطاعة، وأن يجعلك من عباده المهتدين، وأن يجعلك هاديةً إلى سبيله ومرضاته، والله تعالى أعلم.