فبُعد الناس عن دين الله عز وجل؛ بعدٌ عن حياتهم، وبعد المسلمين عن كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، هو بعدٌ عن سعادتهم وعزهم، وبعدٌ عن كرامتهم، بعدهم عن خير دينهم ودنياهم وآخرتهم، وأعظم ما وقع للمسلمين من بعدٍ، وأجل وأشد ما وقع منهم؛ الإخلال بالتوحيد، وبالإيمان، والعقيدة.
لما تساهل المسلمون في هذا الأصل العظيم، وأصبحت معالم الحنيفية مندثرةٌ منطمسةٌ في ديار كثيرٍ من المسلمين، حينئذٍ سلَّط الله على العباد أنواع البلاء، وأراهم صنوف الشدة واللأواء والعناء، ونسأل الله أن يلطف بالعباد.